يا ليتني وحيد بلدتي أقطنها
أبني لبانتها و أروي أزهارها
أكدج مياهها العذبة وأسكبها.
آوى أبراجها وأنقش ذكراها.
فآهاتي تأبى بعدما سكنها عدوها
و تعجز كما حسراتي أن تعيدينها
قتل اللدود عطور نسيم بارضها
وأجلى الظلوم أرواح جميمها
ليتني تأريخها وجمال جمالها
أجالس تلك التي تحمل أوراقها...
و تحمل أقلامها و أمجادا بأفنانها.
لكم أتمنى أرض بلدتي أزرعها...
بجلاجل النفس وشكوى أرواحها.
فليتني رقصة ندى تزفها رياحها
وعبرات دفقات يقدفها رذاذها
أو صدى نجوى, بحديثي أناجيها.
فآهتي غدت تبكي من صارتها
و كلما هب الشرس يمحو غضارتها
تبكي جبال بلدتي ألوذ جبالها
بعدما دكت الخصوم ذروة سنمها
كأني شيخ أرضي وأول أحفادها
أطوق ببصري بلدتي و حدود منارتها
وآنس ببيت الله فيها وسوق خيراتها
أعانق ظلها وأعانق رؤوس أغراسها .
وأصل طرقات بيني وبينها
تقربني بلدتي ونحو قلبي أقربها...
بالحب والشوق دوما و بأفراحها.